وبدل أن تحمي حقوقها باللجوء لحلول تسويقية وتقنية أفضل، بدأت تروج لموقف سياسي لا يخدمها (ولا يعوض bein عن خسائرها) اتهمت فيه السعودية برعاية قنوات beoutQ.. بدأت حملة تحريض ضخمة (من خلال شركات علاقات عامة غربية) وطافت العالم لشراء تصريحات مناوئة للسعودية من اتحادات رياضية مختلفة (من بينها رابطة لاعبات التنس المحترفات)!!
كان يمكننا تفهم أسباب امتعاضها لو أنها اتهمت أفرادا أو شركات تجارية، ولكن أن تتهم دولة ذات سيادة بقرصنة قنوات كروية، فهذا أمر يوحي بمستوى من يروج لهذه التهمة..
وزارة الإعلام السعودية لم تتوقف عن نفي تلك الادعاءات وتفنيدها وإيضاح الموقف الرسمي منها -بما في ذلك منعها ومكافحتها لأجهزة الاستقبال غير القانونية.. لا تملك أكثر من ذلك- في حين تستطيع بكل بساطة أن لا تفعل شيئاً حيال ذلك..
دول ومنظمات رياضية كثيرة تعارض مبدأ الاحتكار الرياضي نفسه (بما في ذلك قطر أيام كانت مباريات كأس العالم تبث من خلال قنوات الـA.R.T السعودية).. ولهذا السبب لم يخلوا الأمر أبـدا من وجود من يسعى لكسر هذا الاحتكار وبثه مجانا (بما في ذلك الحكومات الوطنية في أميركا الوسطى وبعض الدول الأفريقية).. وفي المقابل ليس لدى السعودية ما تخفيه بما في ذلك منعها صراحة بث القنوات القطرية بسبب دورها التحريضي والمسيس (ومن باب أولى منع قنوات beoutQ التي تبث نفس المحتوى). أكدت بشكل رسمي أن منع قنوات beoutQ يأتي أيضا تحت مظلة مكافحتها لكافة القنوات المقرصنة - حتى قبل أن تظهر الجزيرة بمسمياتها المختلفة ...
نعـم؛ قد تتواجد في الأسواق أجهزة مهربة تبث القنوات الممنوعة (بما في ذلك bein القطرية) ولكن ذلك لا يجعل الأمر رسميا أو معنيا بالحكومة السعودية.. المؤكد رسميا أن قنوات beoutQ لا تتخذ من السعودية مقرا لها، وأنها ظهرت من خلال تعاون شركتين كوبية وكولومبية ــ الأمر الذي يفسر انتشارها الكثيف في هاتين الدولتين اللتين تعارضان بشكل رسمي مبدأ الاحتكار الرياضي.. تتواجد أجهزة beoutQ هذه الأيام في شرق أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط (بما في ذلك مقاهي ومطاعم قطر) وبالتالي لا معنى لاتهام السعودية ما لم يكن ذلك بدوافع سياسية.. حتى محاولة ربط السعودية بادعاءات بثها عبر القمر عربسات فيه مغالطة واضحة، كون عرب سات ليس ملكا للسعودية وتشارك فيه معظم الدول العربية بما في ذلك قطر.. أما ادعاء ظهور قنوات beoutQ بأموال مستثمرين سعوديين فهذا أمر يصعب التأكد منه (وفي حال ثبت فعلا) فهو أمر غير معني ولا يُـلزم الحكومة السعودية.. خصوصا حين يتم في كوبا وكولومبيا ويبث هناك بمسميات مختلفة...
.. المخجل أنها في النهاية «كـورة» والمؤسف أن الدوحة نزلت لمستوى شراء تصريحات اتحادات رياضية (مستقلة عن دولها).. أنصح الحكومة القطرية أن تتعلم من تجربة الشيخ صالح كامل الذي بـاعها قنواته الرياضية بـمبلغ 2700 مليون دولار بعد عجزه عن مكافحة أعمال القرصنة.. أنصحها أن تبحث -بعد انتهاء كأس العالم- عن طرف أكثر غباء يشتري قنواتها الرياضية (بما في ذلك المذيعين والديكورات) لأن ظاهرة القرصنة ستتكرر أيضا بعـد أربع سنوات...
صحيفة الرياض
الأربعاء 27 شوال 1439هـ - 11 يوليو 2018م