لقد بينت لنا الأيام الأخيرة تعداد محبي السعودية وطناً وحكومة وشعباً وأظهرت لنا في نفس الوقت عدد المشككين والحاقدين والأعداء.
المملكة بإصدارها الجديد، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ملك العزم والحزم، تقول وتطول وتثبت يوماً بعد يوم أنها مختلفة للأفضل.
وولي العهد الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان أشعل بيديه منارات الطموح الأبعد مما يراه أكبر الحالمين، وحقق تنوعاً مدهشاً متناغماً من العمل الداخلي والخارجي وعبر بتطلعاته حواجز التقدم وأبدع في تنويع الإنتاج من الطاقات البديلة وأحيا ما كان مواتا من شواطئنا وآثارنا ومدننا التاريخية.
المشككون كانوا يعقدون أصابع رجائهم ويراهنون على أن السعودية لن تقدر، فخيبت جميع أمالهم باقتدار.
حسادنا كانوا يعيبون على مملكتنا أنها لا تصنع، وهم يتمنون في داخلهم لو أنها لا تفعل، وعندما صنعت ببراعة واقتدار وشمولية، ازداد حسدهم وغيضهم.
أعداؤنا كانوا خفافيش ظلمة يسكنون ويعملون في الخفاء، فأتاهم الضياء المجهر وأسقطت مملكتنا على أياديهم حد السيف البتار، ليصبحوا مكشوفين أمام الضمير والقانون الدولي، وأمام قوة الحق والمصداقية، والمواجهة الشجاعة الواضحة الواثقة. وكان إصدارنا الجديد متكاملاً من الداخل ومتناغماً مع الخارج.
فقامت المملكة داخلياً بتحديث وتطوير كل معطياتها وبما يتناسب مع شرعنا قبل قوانين معظم دول العالم المتقدم فيما يخص حقوق الإنسان ذكراً كان أو أنثى، كبيراً أو صغيراً، سواء لتوطين العدالة وحرية الإنسان وحصوله على الترفيه.
وقد تم تطوير وتعديل شؤون الرياضة، ما سيجعل اسم المملكة دائم الحضور في المراسم الدولية.
وقد احتفل العالم معنا بما حصلت عليه المرأة السعودية من حقوق ومن مساواة في الأجور مع شريكها الرجل السعودي.
وحتى أطفالنا كان لهم الكثير من التقدم في التعليم وفي الفرص المستقبلية حسب التوجه في الإعداد لوظائف المستقبل.
إصدار جديد أحيا نشاط الوزارات والمؤسسات جملة لتشتعل وتبحر في تطوير وتسريع جميع الخدمات، التي يحتاجها المواطن والمقيم.
وخارجياً واصلت سعيها السعودية لتطوير علاقاتها مع جميع الأشقاء العرب والمسلمين، وكونت معهم تحالفات عسكرية واقتصادية أعادت الثقة بين الإخوة.
وبادرت بالتعاقدات الاقتصادية والتصنيعية والتسليحية والعسكرية والتدريبية مع الأصدقاء الأميركان والأوروبيين والروس والصينيين واليابانيين، في منظومة متكاملة غير متعارضة.
اقتصادياً دخلت المملكة الجديدة في خطوات مبتكرة جذرية بمشروعات عملاقة ومشاركات ذكية لتنويع مصادر الدخل، وإنتاج الطاقة البديلة، وتطوير السياحة بمشروعات القدية والبحر الأحمر ونيوم نتيجة استشرافها للمستقبل وما يستلزمه من شراكات عربية وأجنبية.
مملكتنا قادت تحالفاً دولياً لإعادة الشرعية للجارة اليمن ضد الخبث الحوثي الإيراني وبعزم لا يتزعزع.
السعودية أثبتت دورها البناء في الشأن السوري، ولم تترك إيران تزاول عربدتها هناك.
المملكة عرفت كيف توقف تجاوزات الحكومة القطرية، التي تضرر منها الجسد الخليجي.
المملكة أعادت بناء أواصر الأخوة مع الكيان العراقي الشقيق.
المملكة شخصت داء لبنان الذي أنهكه السرطان الإيراني، فأعلنت موقفها الحاسم، تماشياً مع مواقفها الحريصة على تماسك وصحة الجسد العربي ومهما كان العلاج مؤلماً غير أنه الطريق الأمثل لحصول الشفاء التام.
وبالأمس القريب تفاجأ العالم بأن لنزاهتنا من يقودها بحزم لمحاربة الفساد بقوة وعدالة، على مختلف المستويات، فلم نكد نصدق الواقع المعاش وكلمات ولي العهد بحتمية معاقبة كل فاسد مهما كانت مكانته تتمثل أمامنا كالمعجزة.
أرثي لكارهي المملكة، فكم سيأكلون في أنفسهم أكثر ويعضون أصابعهم الدامية ويتقابلون وهم يندبون سوء حظهم.
وأعلم أن العدو الأكبر لنا غير مصدق بنحر طموحاته، التي كان يرسمها منذ عقود، فأصبح مهدداً بالعودة مدحوراً إلى جحور خيباته لأن دول المواجهة العربية المتضررة لن تسكت له بعد اليوم.
ونحن الشعب السعودي نؤمن بأن وطننا الجديد في أيادٍ أمينة وأنه في أعيننا وأن علينا واجبات كثيرة، لتغيير ما بنا حقيقة وبما يتناسب مع تطور دولتنا وطموحها، وعلى اعتبار أن ما كان غير واضح من قدرتنا وعزتنا بمعطياتنا وبأصدقائنا قد تجلى أخيراً.
الخميس 21 شوال 1439هـ - 5 يوليو 2018م
أرثي لكارهي السعودية المتجددة