عودوا بالذاكرة إلى اليوم الذي ظهرت به نتيجة قرعة التصفيات، وكيف انقسم الشارع الرياضي بين متخوف وفاقد للأمل، بل إن ثلة من الجماهير وحتى بعض النقاد تناولوا نتيجة القرعة بشيء من اليأس المغلف بالسخرية مما سيحدث نتيجة التراجع المخيف الذي كان عليه "الأخضر" طيلة عقد مضى.
كانت البداية الجيدة تجسيداً للمقولة الشعبية "العود من أول ركزة" إذ سارت الأمور بشكل إيجابي في الجولات الثلاث الأولى ما يعني أن وقع أي تعثر في المراحل المتقدمة سيكون أقل وطأة ويمكن تعويضه وهو ما تجلى بعد خسارة مواجهة الإمارات.
تعرض هذا الجيل لموجات من التأنيب والنقد حد التجريح والتقليل من قيمته الفنية عند كل خسارة على الرغم من تعاقب المدربين والإداريين، فضلاً عن محاسبته على ما يتقاضى من عقود وأموال وكأن ذلك يحدث فقط في الكرة السعودية وليس ظاهرة عالمية، لكنه نجح حين وجد مدرباً متمرساً استطاع إيصال أفكاره وأسلوبه وفرض شخصيته مع جهاز إداري متمكن، وهذا كاف للإجابة على كل من يتساءل مثلاً عن الذي تغير بين منتخب 2015 الذي ذهب لكأس آسيا في استراليا وخرج صفر اليدين وبين هذا المنتخب الذي هزم الجميع وهو الذي يضم نفس اللاعبين بنسبة كبيرة؟
وبالعودة لدلالات هذا التأهل يمكن القول إن أبرزها انتصار هذا الجيل وانتصار العمل الإداري والفني الجيد والتأكيد على أن الرغبة والشعور بالمسؤولية من أهم عوامل تحقيق المنجز الذي ننتظره ونتطلع في المونديال المقبل.
من المهم أن يؤمن كل أعضاء المنظومة أن الإنجاز الأهم هو تقديم الكرة السعودية بمظهر لائق على خشبة مسرح الكرة العالمية، وهذا يتطلب تخطيطاً وعملاً وجهداً كبيراً في الأشهر التسعة المقبلة وهذه مهمة اتحاد الكرة الذي باتت الكرة بملعبه خصوصاً وأنه سيحظى بدعم كبير جداً من قيادة المملكة التي لطالما بقيت سنداً لمنتخبات الوطن على مدى العقود الماضية.
صحيفة الرياض
السبت 18 ذو الحجة 1438هـ - 9 سبتمبر 2017م